مقدمة
مع ازدياد الوعي الفكري الإسلامي، وانتشار الثقافة المتنوعة بين طبقات المجتمع، وإقبال كثير من الناس على الاهتمام بالمشكلات اليومية والقضايا المستجدة.. نجمت فكرة إصدار مثل هذا الكتاب.
كلنا يتكلم على أدواء تنخر في المجتمع تقعد به عن النهوض والرقي، وكثيرون يعرفون مواطن الداء، وكثير من هؤلاء الكثيرين يعرفون الدواء.. فلماذا لا نتغير إلى الأحسن.. ولماذا لا نتطور؟
نريد أن نبحث هنا في كشف الأدواء، ونبينها لمن يريد أن يعرفها أو يتذكرها، أو يرى آراء الباحثين فيها.
وصاحب فكرة الكتاب السيد تيسير القيسي، أراد أن يقدم تذكرة للناس، وأن يفتح عيونهم على المخاطر، يذكّر الناسي، وينبّه الغافل.. لعلّ الجميع يعملون على السعي لبناء مجتمع متحضر بقيم الإسلام.
ورأى السيّد القيسي أنّ تقديم مثل هذا الكتاب في المناسبات خير للناس من إهدائهم مفكرات سنوية تتكدس لديهم، أو سلاسل مفاتيح أنيقة، أو كتباً تتكرر نسخ الكتاب الواحد منها على رفوفهم.
ومن أجل تسريع العمل تعاونت الدار مع أسرة مؤلفيها الذين تجلّهم وتقدرهم حق قدرهم، وترى فيهم خير من يتحدث في موضوعات كهذه.. وكل في مجال تخصصه، فكانت موضوعات هذا الكتاب.
ومن أجل انسجام الموضوعات كذلك وخروجها بروح واحدة.. قامت الدار بتأليف لجنة للإشراف على العمل، و وضعت خطة عامة تسير عليها البحوث جميعاً، أساسها وضوح الفكرة، وتوثيق النقول، والوصول إلى النتائج الصحيحة.. كل ذلك من منطلق الفكر الإسلامي المتسم بالحيوية والقدرة على النماء والتجدد.
وإذن..
فهذا الكتاب موجّه لسواد المثقفين الذين يرجى أن يكون التطوير الاجتماعي على أيديهم، في زمن طغت فيه التقاليد والظروف الطارئة، فغيّرت من الأخلاق العامة السديدة التي نعتز بها، وانحرفت بمفاهيم العامة عن جادة الحق والخير.
تأمل دار الفكر بدمشق ألا يكون كتابها هذا صيحة في واد.. أو نداء لأصمّ، أو إشارة لأعمى.. كل أولئك لن يستفيدوا منه.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْــرَى لِمَنْ كانَ لــَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْــعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق 50/37].
وقد توافقت رغبة السيد القيسي مع ما تروج له الدار منذ عهد طويل من إعلاء شأن الكتاب والنظر إلى إهداء الأفكار بأنه أغلى من إهداء الأشياء؛ فالورود تذبل، والحلوى تذوب.. وتبقى الأفكار.. ومن الأفكار نبدأ.. وكان اتفاق.
لجنة الإشراف
إضافة تعليق