تقديم
الآن... وبعد أن فقد معظم ساسة العالم قدرتهم على الإبصار في وهج الحادي عشر من سبتمبر.. وارتموا متخاذلين تحت قدمي أمريكة.. رغباً أو رهباً..
الآن.. بعد أن تميَّعت المواقف، واستؤصلت كلمة (لا) من قواميس العالم، وأصبح الكبار والصغار يهرعون لتلبية نداء (البابا) الجديد في أمريكة لمقاومة الإسلام الذي يسمونه، في لعبتهم المضللة الماكرة، إرهاباً..
الآن.. وبعد أن أصبحت المصلحة، والبحث عن ضمانات الحماية والاستمرار، هي إنجيل الساسة والزعماء، ومعبودهم من دون الله سبحانه..
الآن.. يتحتم أن ينزل (المفكر) إلى ساحة الميدان للدفاع عن شرف الكلمة وكرامة الفكر، وحماية قيم الحق والعدل من الضياع.. بل إنقاذ إنسانية الإنسان من السكين التي تحد لاغتيالها.
إن الهجمة الصليبية شرسة، ما في ذلك شك على الإطلاق.. والسكين الأمريكية حادة.. وقد رآها العالم كله وهي تجول في رقاب الأفغان المستضعفين، في واحدة من أكثر الهجمات هوْلاً في تاريخ الإنسان،
والساسة في معظم الأحيان لا يملكون بطانة فكرية، أو تجذراً عقدياً يمنحهم القدرة على الإبصار، والمقاومة، والدفاع عن الذات، ويمدهم في الوقت نفسه بالقدرة على التضحية في سبيل هدف هو أعز بكثير وأغلى بكثير من كل المصالح والمغريات، بل أعز وأغلى من أرواحهم ذاتها.
ولكن الذين يملكون هذا كله هم المفكرون والأدباء وحملة شرف الكلمة المتجذرة في الفكر والعقيدة.. أولئك الذين يتميزون بالرؤية الصائبة، والقدرة على العطاء، والاستعداد للبذل والتضحية في أكثر الظروف عتمة وأشد الأوضاع حلكة وإظلاماً..
ولقد كان هذا دائماً هو الذي يشعل القناديل الخضر في ليل التاريخ، فيسير على هديها المستضعفون والضائعون.. بل لقد كان هذا هو الذي يمنح الحياة الدنيا قيمتها وشرفها، ويحمي إنسانية الإنسان من الغدر والاغتيال.
الآن على المفكر أن ينهض.. أن يتخذ موقفاً.. أن يقول (لا) للإرهاب الدولي المخيف.. أن يشعل قناديل الكلمة في ليل العالم البهيم.. أن يدل الحيارى والمستعبدين والمستلبين والمستضعفين على الطريق..
أن يأخذ بأيديهم، وأن ينفخ فيهم روح الصمود، والمقاومة، والمضي في الطريق مهما غلا الثمن وعظمت التضحيات..
إن الأكذوبة الكبرى التي تطلق الآن في وجوه هؤلاء جميعاً، تريد أن تقطع عليهم الطريق.. تجردهم من السلاح.. وتغتال حقهم المشروع في الحياة الحرة الكريمة.. تنفيهم من التاريخ.. بل من الحياة في أبسط صورها وبداهاتها.
هذا كله يتحتم أن يجابه بقوة الكلمة التي تملك القدرة على كشف الزيف وتعرية (الأنبياء) الكذبة الذين يمسكون الآن برقاب البشرية التائهة..
وملعونون هم أولئك الذين حملوا أمانة الكلمة.. فلم يحملوها.. وآثروا الصمت..
ملعونون هم أولئك الشياطين الخرس.. الساكتون عن الحق،.
إضافة تعليق