تعريف بالكتاب
-1-
عالج كتاب (الجمان) موضوع التشبيهات الواردة في القرآن الكريم في متابعة دائبة على نسق ترتيب سور الكتاب، بحسب مواقعها من السُّور على طريقة عمل المفسِّرين، والذين اشتغلوا بإعراب القرآن أو قراءاته أو غير ذلك من علومه.
بدأ المؤلَّف بمقدِّمة قصيرة في موضوع التَّشبيه، ومن أي جهة يقع التَّشبيه، وكيف يشبه شيء بشيء، وأدوات التشبيه وما شابه ذلك.
وانتقل إلى مواقع التشبيه في سورة البقرة متنقلاً من سورة إلى أخرى واقفاً عند كل تشبيه ورد فيها: ليتناول الآية التي تتضمنه بالإيضاح، ويبيِّن ذلك التَّشبيه وموقعه، ويدلّ على حسنه ودوره في جلاء المعنى وتوضيح المقصد، وينظر في أشعار العرب القدماء والمحدثين موضِّحاً موافقة القرآن الكريم للغة العرب وجريه على مقتضى كلامهم، ويبيِّن علوّ كلام الله تعالى عن كلام البلغاء والفُصَحاء، وتساميه على أشعارهم وأقوالهم، موضحاً وجوهاً متواصلة الورود من دلائل الإعجاز.
وهكذا أفاده محفوظه الشعري واطِّلاعه على التراث القديم والأدب الْمُحدث، وجعل استشهاداته الكثيرة تؤدّي أمرين اثنين يتمم أحدهما مقصد الآخر:
- فما احتجَّ به من أشعار الجاهليِّين وأقوالهم كان بُرهاناً على نزول كتاب الله الكريم على مقتضى لغتهم وأساليبهم.
ولكنَّه في طبقة عالية أفحمت فصحاءهم وبلغاءهم وأعجزتهم وحرَّضتهم على الإيمان، إلاّ من أبى واستكبر.
- وما استحضره من أشعار المخضرمين والإسلاميين الأمويين والْمُحدثين كان دلالة أُخرى على كلام العرب، وكان مجالاً - أيضاً - لأثر القرآن الكريم في أُدباء العرب وشعرائهم وفصحائهم - ناهيك عن سائر الناس! وإفحامه من خلف كإفحامه مَن سلف سواء بسواء، فهو معجزة للعرب، وللنّاس، إلى أن تقوم الساعة.
وفي الكتاب موقف يحسن عرضه لبيان أسلوب ابن ناقيا وقدرته على الحِجاج والنِّقاش وخوضه في موضوع الإعجاز بمنهج تطبيقي، قال - وقد ذكر أميّة بن أبي الصلت الثقفي الذي كان ينتظر وقت النُّبوة كما عرف من مخالطته أهل الكتاب -:
((وكان مِمّا تعاطاه أمية بن أبي الصَّلت من معارضة آي القرآن قوله تبارك وتعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 36/40]؛ وأنَّى له إدراك ما حاوله: [قال]
وتغدو علينا الشمس إن كان غاديا
|
مع القمر السّاري إذا جنَّ ليله
|
ولا هي تنهاه إذا بات ساريا
|
فلا هو ينهى الشمس عند طلوعها
|
ولا برحت ليط السماء كما هيا
|
ولو ملّكت أمورها ما تسخَّرت
|
فسبحان من لم ينههنَّ عوانيا
|
ولكن علاها رَبُّها فأذلها
|
فأطال هذه الإطالة وقصَّر مع اجتهاده عن مماثلة لفظ التنزيل تقصيراً ينطق عن تكلُّفه وتخلُّفه.
وكان أمية في عصر النَّبي ( ومؤذناً بمبعثه ومبشِّراً بظهوره، فلما بُعث ( نافسه فيما اختصَّه الله به من الرسالة، وقال: ما كنت لأومن بنبيّ من غير ثقيف؛ وامتنع من الدخول تحت دعوته، وجعل يتتبَّع آي القرآن بالمعارضة ويحاول مماثلته فيقصِّر هذا التقصير حتى كأنَّ شعره في هذا النوع وشعره في غيره لم ينطق به شاعر واحد، وإذا وزنت هذه الأبيات بمثل قوله في المدح:
لتطلّب العلاّت بالعيدان
|
لا يقرعون الأرض عند سؤالهم
|
ردّوه ربّ صواهل وقيان
|
وإذا الحريب أناخ بين بيوتهم
|
سدّوا شعاع الشمس بالخرصان!
|
وإذا دعوتهم ليوم كريهةٍ
|
وجدت بين الكلاميين تفاوتاً بيِّناً يُخبر بإعجاز القرآن، وقصور القدرة عن مماثلته))، وقال المؤلف بعد هذا مباشرة: ((وهذه حال كافة العرب على عهد الرسول ( وهم أرباب الفصاحة وأمراء البلاغة وفيهم الخطباء والشعراء، ومن لا يقعد به بيان ولا يخذله خاطر ولا لسان، ولا يدرك مداه في براعة القول وإقامة الحجّة واستيفاء المعاني ومواتاة القريحة مع وقوع التَّحدّي لهم بما لا يخرج عن شأنهم ولا يُنافي سنة طباعهم لولا مكان الآية فيه وظهور المعجزة به، فكانت القرائح مصروفة عن معارضته والخواطر مفحمة عن مضاهاته والألسنة مكفوفة عن الظَّنّ بمثله، وذلك قولُه تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}
[الإسراء: 17/88].
-2-
وقد نوَّه الدكتور شوقي ضيف بكتاب (الجمان) في تاريخ الأدب العربي (عصر الدول والإمارات: الجزيرة العربية والعراق وإيران): ص300، ووصفه فقال: ((الكتاب مرتَّب حسب السّور القرآنية والآيات الواردة في تضاعيفها، وهو عادة يفسر الآية الكريمة بإيجاز، ثم يذكر ما فيها من تشبيه، وإذا كان له نظير في القرآن ذكره، ودائماً يذكر الأشعار التي اقتبسته وكثيراً ما يعرض المحسنين لهذا الاقتباس والمقصِّرين، موضحاً بلاغة القرآن الْمُعجز وأنه لا يبلغ مبلغه شاعر؛ يقول: ((وكذلك كل ما ينقله الشعراء وغيرهم من أرباب البلاغة إلى كلامهم من معاني القرآن، لا يبلغون شأوه ولا يُدركون مناله إعجازاً وإبداعاً وإباءً وامتناعاً)).
ونوّه به الدكتور أحمد مطلوب في (مناهج بلاغيّة 189-191) وقال: ((لو قارنّا بين كتابه (الجمان) والكتب التي أُلِّفت في التشبيهات لرجحت كفَّته وكان في أعلى مرتبة وصل إليها المؤلفون في تلك الفترة.
-3-
وفن التَّشبيه معدودٌ - بعد استقرار تصنيف علوم العربية - في علم البيان، ويهتم به نظريّاً وتطبيقياً المشتغلون بعلوم البلاغة، ولكن (التَّشبيه) عنصرٌ من عناصر البحث والدرس عند النُّقاد والمفسِّرين والأدباء وغيرهم.
وقد اهتمَّ بالتَّشبيه في الشعر العربي، وفي كلام العرب، وفي القرآن الكريم كل العلماء الذين عالجوا قضية الفصاحة والبيان من قديم ووقف عنده المفسّرون، والمعتنون بمعاني القرآن، مثل أبي عبيدة صاحب (مجاز القرآن) والجاحظ في (البيان والتبيين) وسواه من كتبه، إلى جمهرة غفيرة من العلماء والأدباء والمتكلِّمين.
وكان ابن أبي عون أول من نعرف فيمن خصَّ موضوع (التشبيهات) بكتاب مستقلّ؛ وجعل اهتمامه منصبّاً على الشعر، على أنّ هذا الأديب الناقد نبّه في مقدمة كتابه إلى تشبيهات القرآن الكريم وميَّز بين: تشبيهات الأشخاص (كتشبيه القمر بالعُرجون) وتشبيهات الأفعال (كتشبيه أعمال الكفار بالسَّراب)، وميَّز مكانة التشبيه في كلام العرب حين جعل الشعر في ثلاثة أقسام:
المثل السائر؛
والأشعار الغربية؛
والتشبيه النادر.
وعلى الرغم من توالي المؤلَّفات البلاغية بعد ابن ناقيا ووفرتها وتنوُّعها لم يصدر كتابٌ يضاهي كتاب (الجمان) ولا يقاربه في الجودة والاستيعاب وحسن التحليل وسعة الاستشهاد والاحتجاج، وأقول: لعلّ من جاء بعده اكتفى به دون إنشاء كتاب جديد لا تكون فيه جدّة أو يفوته الابتكار.
وقد ردَّد ابن ناقيا المغزى البعيد الذي قصد إليه من تأليف كتابه وهو الوقوف على قضيّة الإعجاز في أكثر من موضع، وإن كان عرضُ تشبيهات القرآن والإتيان بالشواهد والأمثلة من الشعر والكلام الفصيح في ذاته بياناً ضمنيّاً لذلك المقصد وإن لم يعيِّن ذلك بأَلفاظ وعبارات.
قال - مثلاً - في التعقيب على أشعار استشهد بها في سورة البقرة: ((وكذلك كل ما ينقله الشعراء وغيرهم من أرباب البلاغة إلى كلامهم من معاني القرآن: لا يبلغون شأوه ولا يدركون مناله: إعجازاً وإعوازاً، وإباءً وامتناعاً)).
وأهميّة كتاب (الْجُمان) في المكتبة العربية يعيّنها موضوعه ومعالجة المؤلّف - رحمه الله - لهذا الموضوع، وربطه بين التشبيه من حيث هو فن وبين القرآن الكريم من حيث كونه نصّاً مُبيناً، وكتاباً إلهيّاً معجزاً جاء في اللُّغة والأساليب على مقتضى كلام العرب: وفي جملة ذلك ورود التَّشبيهات فيه.
وتزداد أهميّة كتاب (الجمان) - وما جرى مجراه - في العصر الحديث بعد إعادة فتح ملفّ الشعر الجاهلي وإحياء الكلام على نحل الشّعر والدُّخول من مداخل مختلفة إلى موضوع إعجاز القُرآن؛ وفي (الجُمان) إيضاح وإبانة لإعجاز القرآن الكريم، ونزوله على مقتضى لغة العرب وبيانها، وشواهد من الشعر الجاهلي مؤكّدة لهذا الملمح اللُّغوي البياني، وأمثلة مِمّا جاء في الأعصر التالية تدلُّ على احتذاء أساليب القرآن ومعانيه.
إن في كتاب (الجمان) ردّاً مباشراً وغير مباشر على بعض الدراسات الاستشراقية، وما شابهما من كتابات تلامذة المستشرقين الذين ضبعتهم الثقافة الغربية، وغرَّتهم كتابات مزوقةٌ أسقطها - على كل حال - البحث العلمي الجادّ، وصار أولئك الشاكّون - شكّاً ديكارتياً وغير ديكارتي - في ذمة تاريخ الفكر والأدب.
مخطوطات الكتاب
نعرف من نسخ كتاب (الجمان) اثنتين: إحداهما نسخة الإسكوريال والثانية النسخة التي تنبَّهت إليها، والمحفوظة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
1- تقع نسخة الأُسكوريال في (259) ورقة من القطع الصغير، في الصفحة الواحدة نحو تسعة أسطر، وفي السطر بين 8 إلى 10 كلمات تقريباً، وهي مكتوبة بخط النسخ المتقن المجوّد، وأسماء السّور مكبَّرة مميّزة، وليس على النسخة إشارة إلى الناسخ أو تاريخ النسخ أو مكانه، وهي مضبوطة بالشَّكل، وهو سليمٌ - في العادة - إلا ما ندَّ عن الناسخ هنا وهناك.
وعلى الورقة الأولى سماع هذه صورته:
((يقول العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن أبي الوفاء بن أحمد الموصلي المعروف بابن القبيصي: قرأ عليَّ الولد الأعزّ العالم: نجيب الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن عبد الله الكركي، أدام الله إرشاده وبلَّغه من الخيرات مراده جميع كتاب (الجمان) في تشبيهات القرآن، تأليف الحبر الإمام أبي القاسم عبد الله بن ناقيا رحمة الله عليه قراءة مرضية تؤذن بفهمه وضبطه، وذلك بمحروسة حصن زياد. وكان الفراغ من قراءته غرّة جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وست مئة، كتبه محمد بن أبي الوفاء بن أحمد الموصلي، حامداً الله تعالى على نعمه، ومصلّياً على خير خلقه محمد النبي وآله الطاهرين وصحبه وسلّم)).
والنسخة خزائنيّة، نسخت - كما يظهر من عبارة التملك على الغلاف، ومن هيئة المخطوطة - لخزانة أبي الفتح ملكشاه السلجوقي، وهذه هي العبارة:
((الجمان في تشبيهات القرآن: تأليف الرئيس أبي القاسم عبد الله بن محمد بن ناقيا بن داوود رحمه الله لخزانة مولانا وليّ النعم الملك العادل العالم المؤيد المظفر المنصور محيي الدُّنيا والدين ملك الإسلام والمسلمين أبي الفتح ملكشاه بن سلجوق بن محمد بن ملكشاه يمين أمير المؤمنين، خَلَّد الله ملكه وأعزَّه)). وعلى الغلاف تملكات يظهر منها تملك مولاي (عبد الله زيدان أمير المؤمنين) صاحب المغرب الأقصى.
2- وتقع نسخة دمشق (الرفاعية في مكتبة الأسد الوطنية برقم 17474) في 87 ورقة، اثنتان منهما إضافيتان: واحدة فيها صورة سماع، وفي الثانية ترجمة لابن ناقيا في صفحة تامة.
وصفحة الغلاف مكتوبة بخطوط متعدِّدة: العنوان واسم المؤلف وتملكات مختلفة.
وبيَّن العنوان أن صاحب النسخة جَلَّدها مع كتاب آخر، ونصّه:
((فيه كتاب التشبيهات في القرآن لابن ناقيا، أبو القاسم (كذا) عبد الله وأجزاء من تفسير التفا[سير]؟ ملكاً ليوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي نفعه [الله به وغفر له] في الدّارين.
وفي حاشية الغلاف اليمنى: تملكه محمد بن محمد المظفري لطف الله به.
وفي صدر الصفحة الأيمن: من كتب محمد بن عجلان الحسيني عُفي عنهما.
وفي منتصف الغلاف بخط كبير: [صار] هذا الكتاب ملكاً.. لمحمد بن يحيى بن محمد بن... للـ.. المعروف بابن نفيس، نفعه الله تعالى به في الدنيا والآخرة.
والنسخة نفيسة في آخرها سماع على ابن ناقيا المؤلّف مؤرخ في مستهلّ رجب من سنة سبعين وأربع مئة كتبه شجاع بن فارس بن الحسين، وفي السَّماع أسماء الشيوخ الذين سمعوا القراءة على المؤلّف: فمنهم من سمع الكتاب كلّه بقراءة الشيخ شجاع المذكور، ومنهم من سمع من موضوع معيَّن من سورة الفتح إلى آخر الكتاب:
والقارئ الذي سجَّل القراءة والسَّماع هو أبو غالب شجاع بن أبي شجاع فارس بن الحسين بن فارس الذُّهلي المتوفَّى سنة 507 عن 77 سنة (البداية والنهاية 12/176).
ونصَّ السَّماع في آخر الكتاب بعد عبارة تمامه:
((بلغت من أول الكتاب بقراءتي على الشيخ أبي القاسم حفظه الله في عدَّة مجالس آخرها يوم الجمعة مستهل رجب من سنة سبعين وأربع مئة، وسمع الشيوخ:
أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني
وأبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن عاصم المحدّث الشاعر
وصاحبه بقاء بن الحسن بن محمد السوادي
وأبو نصر هبة الله بن علي بن محمد بن المجلي البزّاز
وأبو المعالي ناصر بن علي بن الحسين البيني الباقلاني
ومحمد بن محمد بن واثق.
وكتب: شجاع بن فارس بن الحسين في التاريخ المذكور والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
[ذيل بالخط نفسه]
وسمع من سورة الفتح من قوله: ((ومِمّن سُمّي بـشقيق)).
أبو العز محمد بن الحسن بن محمد العطار
والشريف أبو... بن الشريف أبي جعفر بن المهتدي بالله الخطيب إلى آخر الكتاب.
وأبو السعادات محمد بن محمد بن محمد بن جميل(؟).
انتهى السماع.
ووقعت النسخة في ملك محمد بن يحيى بن محمد بن بدّال فسجَّل عليها حاشية قصيرة في ذيل السماع وعلى طرفه، وحاشية أُخرى في ورقة تالية.
قال في الأولى:
((رأيت في الأصل هذه الطرّة والمسمّى في الشيخ أبو علي البرداني وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد المهتدي بالله وسمع..)).
قال في الثانية:
((صورة السَّماع في الأصل الذي بخط الشيخ الرئيس الأجلّ أبي القاسم عبد الله بن محمد بن داوود بن ناقيا:
سمع جميع هذا الكتاب على الرئيس أبي القاسم بن ناقيا الشيوخ:
أبو المعالي المبارك بن محمد بن علي الصايغ
وأبو منصور بلتكين بن كانون (؟) بن بجكم
والشيخ أبو بكر محمد بن علي بن أبي الغارات الدقوقي
وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسن بن...
بقراءة محمد بن أحمد بن أبي الحسين المسدي (؟) في ذي الحجة من سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة.
نقله صاحب الكتاب محمد بن يحيى بن محمد بن بدال في جمادى الأولى من سنة سبع عشرة وخمس مئة)).
وقوله (في الأصل) يعني في نسخة عليها كتابة ابن ناقيا نفسه، وواضح أن بين سماع شجاع وأصحابه سنة سبعين وأربع مئة وسماع محمد بن أحمد بن أبي الحسين سنة ثلاث وثمانين وأصحابه نحو أربع عشرة سنة.
ونسخة دمشق هي أقرب النُّسختين إلى المؤلف، وهي أكثر وثوقاً ودقة؛ وهي أيضاً نسخة تامّة تستدرك ما أصاب نسخة الإسكوريال من خُروم، فقد أصاب نسخة الإسكوريال ثلاثة خُروم وقع التنبيه عليها في طبعة الكويت استظهاراً من انقطاع الكلام وظهور نقصه ورمزنا في الحواشي لنسخة الإسكوريال بـ(ك) والنسخة الرفاعية بدمشق برمز (ف).
ثم إنَّ نسخة دمشق تقدّم قراءةً مضبوطة للنَّصّ، مراجعة مقروءة على المؤلّف، وهذا يجعل هذه الطبعة التي نقدِّمها للقارئ الكريم ذات أهميّة كبيرة، وموسومة بسمةٍ خاصّةٍ من الصحّة والسلامة، والحمد لله وحده.
محمد رضوان الداية
إضافة تعليق